آزاد سعيد سمو؛ غازي سعيد سليمان
پوخته
للبحث في النظريات السياسية والاجتماعية أهمية بالغة لإدراك المفاهيم والتصورات التي تأسست عليها، ولفهم ...
زیاتر بخوێنەوە
للبحث في النظريات السياسية والاجتماعية أهمية بالغة لإدراك المفاهيم والتصورات التي تأسست عليها، ولفهم وتفسير الظواهر والتحولات التي تولدت منها، ومن النظريات التي طرحت في نهاية القرن العشرين، نظرية صراع الحضارات والتي لاقت ردود أفعال مختلفة على مستوى العالم، لكونها نشأت على فكرة الصراع المتأصل في الموروث الثقافي الغربي، وتطورت عبر أجيال عدة، والتي لا تخلو في دوافعها ومحركاتها من نزعة الهيمنة والسيطرة والاستعلاء والاستعمار المتأصل في الموروث التاريخي الغربي، لذا اعتبر الكثير من المفكرين المسلمين وغيرهم أن هذه النظرية تعد تحدياً حقيقيا للسلم والأمن العالميين، لاسيّما بعد الدراسة التي قدمها المفكر الاستراتيجي الأمريكي (صامويل هنتنجتون) تحت عنوان صدام الحضارات، حيث توقع في دراسته بأن طبيعة العلاقات بين الدول والأمم في مرحلة ما بعد سقوط الكتلة الاشتراكية ستسودها النزاع والصراع على المستوى الحضاري، ويدعي بحتمية وقوع الصراع بين الحضارة الإسلامية والحضارة الغربية، وسيكون الدين هو المحفز والمحرك الرئيس في الحرب الحضارية، وأن المسلمين هم المرشحون الأبرز للاصطدام مع الحضارة الغربية لكونهم أصحاب ثقافة وحضارة متميزة، وبالتالي يدعو النظام الغربي للتهيؤ والتحفز لمواجهة خطر العدو الجديد الممثل بالعالم الإسلامي، ويعطيهم مشروعية الحروب الاستباقية ومحاولة تفكيك العالم الإسلامي وتمزيقه ومنع توحده، وإشعال النزاعات الداخلية العرقية والمذهبية فيما بينهم، واستنزاف طاقاته وسرقة خيراته، ومنعه من النهوض والتقدم والازدهار في جميع المجالات.